وبدون سابق إنذار ، آوى الناس لبيوتهم طوعا وكراهية ، نظرا للتفشي الرهيب لجائحة كورونا الذي قلب موازين الحياة ، ودب الصمت في المدن العامرة ، وانصرف الجميع نحو بيوتهم ، في حجر صحي وروتين قاتل ، وجد نفر من الناس ضالتهم في التكنولوجيا، فمن مشاهدة الأفلام الى الألعاب الإلكترونية ، ناهيك عن الإستعمال المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي ، في حين انتبه جزء آخر لنفسه ، صحيح أن الوباء قد عطل مصالح الناس وأجلّ احلامهم ، لكنه أعاد الإعتبار للمربع الأول ألا وهي العائلة ، انتبه كثيرون اخيرا قبل ان تُسرق اعمارهم الى تفاصيل وتقاسيم وملامح أهلهم ورتبوا أولوياتهم، اعادوا اكتشاف ذواتهم ،ونقاط ضعفهم وعالجوها ، تفطنوا فجأة لأيامهم المسروقة بالبطيء ، وكم كانوا غارقين في بلل الحضارة الخرقاء ، فرب ضارة نافعة ،فمن رحم المعاناة طور البعض قدراتهم وخططهم ومنهجيتهم ، تعلم الناس أن الحياة هي حياة الأثر وان المصير هو الفناء ولا يبقى خلف المرء إلا ما زرعه .
الوقت من ذهب ، هذا أسمى درس تعلمناه خلال جائحة كورونا ، اذ علينا ان نسعى دوما لتغيير ذواتنا ، لأن الوقت الذي يمضي محسوب على أعمارنا.
صدقت
غيرت العالم